أخبار عاجلةأخبار مصر

نص كلمة الرئيس السيسي امام البرلمان اليوم

احجز مساحتك الاعلانية

 

متابعة / اكرم هلال

 

 

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب، صباح اليوم:
وكان ابرز ما فيها : اعتزازه بالانتماء للقوات المسلحة، قائلا: “لم أتقاعس يوما عن نداء الوطن وفخور بانتمائي للمؤسسة العسكرية وتعلمت فيها مبادئ الوطن والإخلاص والتضحية وإنكار الذات”.
كما قال خلال كلمته: “نتحول من مرحلة الانتقال إلى الانطلاق، ونسعى لتحقيق معدلات نمو اقتصادي، وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات لصناعة المشاريع”.
وتابع: “كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانته اللائقة بين الأمم، ولم أتقاعس يوما عن نداء الوطن، ولقد تحملت التكليف ومسؤولية الوطن في الإنقاذ والبناء”
كما اشار الى عزمة الى المضى قدما في مسيرتنا نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة قائمة على أسس الوطنية والعدالة والحرية.
واليكم النص كاملا .

بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات.. نواب ونائبات شعب مصر العظيم
في بداية.. كلمتي إليكم اليوم أتقدم لكم جميعا بخالص التهنئة على الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل أمنياتي القلبية لكم جميعا بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسؤوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية.
وفي مستهل لقاءنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمنا لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية، وأدعوكم بأن نقف سويا دقيقة حدادا على أرواح شهداء مصر جميعا.
السيدات والسادة.. إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا، ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتُم إلى مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن إرادة الشعب المصري العظيم واستكملنا، نحن المصريين، خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعـا يوم قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة، فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء، نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن، ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله.
السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم إنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة، بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضُه علينا الظرف السياسي وأتمنى من الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يُعلق عليكم أمالا كبيرة.
الإخــوة والأخوات.. من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر، يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية، لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف.
لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات، تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه أبدا.
أبنــاء وبنات مصر الأبية العزيزة، لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ، وأكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج.. إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم، ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة، ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي.
السيدات والسادة.. لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلا، وتعلمت فيها المعاني الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات، ومارست ذلك على مدار أكثر من 30 عاما كانت مصر هي الأمل والرجاء، كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانتهُ اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يوما عن أداء مهمة أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفونـني به لأتولى معهم وبهم مسؤولية وطن في مهمة إنقاذ وبناء.
ومنذ اللحظة الأولى كنت على دراية وعلى معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، كنت مدركا لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا.
ولم أخفِ عنكم شيئا، لقد كنت صادقا معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق، إلا أن ذلك لم يقطــــع يقيني وثقتي بأننا نحن المصريين قادرون على تحدى التحدي ومجابهة المخاطر، والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني، إن إيماني لم يتزعزع أبدا في أن قدرات المصريين ستبلغـهم الغايات وستحقق الآمال، وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي أبنائه جميعا.
السيدات والسادة.. إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن، تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وآداء استثنائيا تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقى البنيان قائما وشامخا.
إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمانا حرا وممثلا حقيقيا لرغبات الشعب، وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة دون استعراض إعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
لقد جابهنا معا موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة، وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، وفي صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادي وسيناء وعلى حدودنا الغربية، ولا زلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخٍ أو ملل.
السيـدات والسادة.. ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدولة المصرية، دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الوطني وفق رؤية علمية وخُطـى طموحة يراعي التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبي متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل، وهو ما خلق الدافع والباعث كي نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه.
واليوم ونحن نتحول من مرحلة الإنتقال إلى مرحلة الانطلاق، فإننا نسعى إلى تحقيق ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادي في زمن قياسي، وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعا ملحوظا في إجمالي الناتج القومي، وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابيا على موارد الدولة، ولذا كان من الضروري أن نبدأ على الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرق وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء، بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمار.
ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء، فقد تزامن مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن، وتعيد صياغة مفهوم الحياة على أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكاني في وادي النيل ودلتاه.
السيدات والسادة في غضون العام ونصف العام، استطعنا بفضل الله وبعزيمة المصريين أن نقطع خطوات واسعة، يفخر بها الشعب على طريق إنجاز مشروعنا الوطني، وبدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى 5 آلاف كم، وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، كما حققنا إنجازا غير مسبوق في تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية، حيث تم التغلب على العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية، كما تم التوقيع على إنشـــاء المحطة النووية بالضبعة والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمة.
ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية، وإطلاق المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا، والتي أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم، كما بدأنا أيضا في المشروع القومي لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان، في سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة على مفهوم التنمية المستدامة.
ولقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري، بما تنعكس آثاره على نحو أكثر من 5 ملايين مواطن، غير أنني أُدرِك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتا أكبر كي نحصدها، كما كان للشباب نصيبٌ من جهود الدولة حيث تضعهم الدولة في أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، كما كان لهم تمثيل كبير في تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، وجاء الإعلان عن العام 2016 عاما للشباب لتبدأ الدولة في تنفيذ مشروعٍ قومي لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة 200 مليار جنيه.
وتأتي خطة تطوير مراكز الشباب والتي تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخرى في إطار جهود الدولة لرعاية الشباب، ولإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن احتواء الشباب ضرورة، فقد استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس والذين أتمنى أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لدمجهم في المسيرة الوطنية.
وإيمانا بأن أهم مشكلات الشباب هي إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم، فقد بدأنا بإطلاق حوار موسع لكافة أطياف الشباب المصري؛ للوقوف على آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفورى مع مشكلاتهم.
السيدات والسادة.. إن الشخصية المصرية تتميز بامتلاكها أبعادا حضارية وثقافية متميزة ومتفردة، ولكي نبني مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية على أساس علمى ومعرفي، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمنا قوميا، وتأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكى تتماشى مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق “بنك المعرفة” المصري كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية على مستوى العالم، ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعى لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.
السيدات والسادة.. منذ أن توليت مهمتي ومسؤوليتي كان همي الأكبر وشاغلي الأساسي هم الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب، وكان التخفيف عنهم والارتفاع بمستواهم المعيشي على رأس أولويات الدولة، ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي ليصل إلى 3 ملايين أسرة، كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى الجانب الآخر، كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، فقد شرعت مؤسسات الدولة في مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، كما أصدرت توجيهاتي بقيام صندوق “تحيا مصر” بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر احتياجا، وكذلك توفير العلاج لفيروس “C” لغير القادرين، وكل ما سبق ذكره لكم لا يمنعني من أن أؤكد بأنه لا زال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمُتنا الذين عانوا على مدار عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش.
السيدات والسادة.. نواب الشعب الكرام لقد شهدت الفترة التي سبقت ثورتنا علاقات خارجية متوترة مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء، وتراجع الدور المصري إقليميا ودوليا بشكل غير مسبوق، ولكن في غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة، وبجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقا وغربا، حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والمصارحة والاحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمي والدولي.
والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن والإفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ.
كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرى، وانعكس ذلك على إقدام العديد من الدول على دعم مصر ومساندة مشروعها الوطني وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الاستثمار بها.
إننا ماضون قـُدما في استثمار علاقات الصداقة والانفتاح على العالم والمواقع التي حصلت عليها مصر في المحافل الدولية والعربية والإفريقية، من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلى العالم دوما رسالة سلام ومحبة، ولن نألو جهدا في السعي نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت وما زالت قضية شعب مصر.
ومن هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كي تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعي الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
السيدات والسادة.. نواب مصر الكرام، ما سردته لكم هو موجز عن بعض من التحديات وبعضٍ من الإنجاز، والحق أقول لكم إن ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمرا مشروعا، ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق الذي تم بإرادة وعزيمة المصريين يجعل من الأمل أمرا حتميا وفرضا وطنيا، ولعل مجلسكم هذا خير دليل على إنجاز الأمة المصرية على طريق الديمُقراطية، حيث نرى أكبر عدد مــن النواب في تاريخ مصر أكثرهم من الوجوه الجديدة سياسيا بما يضمن لنا ضخ دماء جديدة في شريان الحياه السياسية، فضلا عن التمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن هذا الكم الكبير من التمثيل الحزبي والمستقل داخل البرلمان يدلل ويبرهن على حالة من الحراك السياسي الحميد والصحي داخل المجتمع المصري.
نائبات مصر المحترمات، أخاطب من خلالكُن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التي أثبتت دوما أنها صمام أمان مصر وشعبها، عبرن عن قضاياكن وكن صوتا للحق تحت هذه القبة تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمن، ودافعن عن ذلك بكل ما آتاكن الله من عزيمة وإرادة وتحدي.
شباب مصر المتحمس، إن سعادتي لا توصف بأن أرى هذا التمثيل الكبير لكم في البرلمان، أرى فيكم الأمل والمستقبل وثقتي فيكم بلا حدود، وتلك الثقة هي التي تدفعنى لليقين بأنكم ستكونُون نواة حقيقية ومحترمة لحياة سياسية متجددة قائمة على الثوابت الوطنية يدفعها حماسكم للأمام.
كما أن لدى اطمئنانا وفرحة تسري بين جنبات نفسي، وأنا أرى تمثيلا مشرفا لذوي الاحتياجات الخاصة، بل ذوي القدرات الخاصة الذين يمثلون رمزا مصريا خالصا قادرا على التحدي والإرادة، ويشكلون نموذجا للتحدي ومواجهة الصعـاب ما أحوجنا إليه.
نواب ونائبات الشعب.. أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن.. تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا إنعكاسا حقيقيا لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقي سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعا.
أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتكم، وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم.
الإخوة والأخوات.. أمامنا عمل شاق يحتاج منا جميعا شعبا ونوابا وحكومة وقيادة إلى التكاتف نحو هدف واحد، لا ينبغي أن يغيب عن عقولنا وقلوبنا، هو الدفاع عن الدولة المصرية وإنجاز مشروعها الوطني.
علينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة، وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص، ولا يريد لهذا البلد أن يكون استثناء بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة، وأن يعرقل مشروعنا الوطني للتنمية والاستقرار.
السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم، نحن نمتلك حلما نطبقه عملا ويقيني بالله، سبحانه وتعالى، بأننا أمة عظيمة وعريقة قادرة على اجتياز المحن، وعبور الصعاب نحو الغد المشرق، فإرادة شعبنا أقوى من كل المكائد وعزم الأمة قادر على صناعة المستقبل.. إن شعب مصر يتطلع إلينا بأمل كبير وثقة غالية، يتعين علينا أن نضعها في صدارة اهتماماتنا ولا يساورني شك في إننا معا سنمضي قدما في مسيرتنا نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة قائمة على أسس الوطنية والعدالة والحرية.
أرى وترون معي أن الأمل يشرق في الأفق، نراه في سريان نيلينا الخالد حقولا تزهر وتثمر، وآلات تدور، ومبانٍ تعلو، وعمرانا يمتد، وعملا دؤوبا، ونوايا خالصة على هذه الأرض الطيبة.
أراه في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة.
أرى الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء.. أرى الأمل في عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه، أرى الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يعلي صوت الحق ويقيم العدل في أرجاء الوطن.. أرى الأمل في عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبي الكريم.
أيها المصريون، هذه مصر نادتنا فلبينا وها هي تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبني سويا مجتمع العمل والأمل.. مجتمع تجمعه المساحات المشتركة ولا تفرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة، تعالوا نقيم سويا ومعا دولتنا.. دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها.. وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالى.
حفظ الله مصر وشعبها.. وصانها مستقرة وآمنة.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صورة ‏المستشار الاعلامى اكرم هلال‏.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى